• عاشوراء

    عاشوراء<o:p></o:p>

     

    تعبر عن حدث استشهاد الحسين رضي الله عنه، سبط الرسول صلى الله عليه وسلم، في معركة كربلاء، بأمر من الطاغية يزيد بن معاوية، و واليه على الكوفة عبيد الله بن زياد يوم عاشر محرم الحرام سنة 61 للهجرة الموافق ل ثاني عشر أكتوبر ستمائة وثمانين ميلادية، لكن موضوعنا الآن ليس هو الحديث عن التاريخ، فقد سال ، ولا يزال، مداد كثير  حول هذه الفاجعة، إنما حديثنا سيكون حول عادات وطقوس ضلت وفية في جوهرها لتلك النازلة، لكنها اتخذت صبغة محلية، وأحيانا أسطورية.<o:p></o:p>

     تروي الأسطورة في أيت عمار، وفي المناطق المجاورة، أنه جاء رجل غريب وحيد عند شيخ القبيلة فقال له : أيها الشيخ الحكيم إني غريب وليس لدي أهل ولا خلان، وإن مت يوما فلن أجد حتى من يبكيني، أو يرثيني بمرثية، فدعا له الشيخ وقال : ستبكيك القبيلة كلها كبيرها وصغيرها، وكذلك كان.<o:p></o:p>

    تقتضي العادة  أن يؤخذ عظم فخذ الضحية أو كتفها، فيطلى بالحناء إلى أن يصبح أحمرا، وتصنع له الفتيات الصغيرات و المراهقات ملابس تليق به من سلهام، وجلباب، وقميص، و بلغة، وعمامة، و سراويل..فيصبح محط عنايتهن، و محور لعبهن، والخيط الرابط الذي يجمعهن، فهاته خالته، وتلك عمته، والأخرى أخته، فيكتسح عقول الكبار والصغار، ويصبح واحدا من القبيلة يأكل و يشرب، ويمرض، ويتعافى، وفي كل ليلة تستضيفه، أسرة من أسر القبيلة..<o:p></o:p>

     وحينما يهل هلال شهر محرم الحرام أو "عاشور" كما يسميه الناس في أيت عمار، يدخل عاشور في المرحلة الحاسمة من وجوده وهي مرض موته، فيكتسح الحزن القلوب تدريجيا، وتتلاقى أماسي الرعي واللعب بالعشيات النصف قمراء لأولى ليالي محرم مشربة بأغاني أو " دُرَّيْزَاتْ" حزينة تنعي عاشور وترثيه، وتعبر عن مدى الحزن على فراقه الذي بات وشيكا، هذا الحزن يصل حد النواح والعويل، وتزداد حدته كلما اقتربنا من يوم العاشر أو "عاشوراء"، حيث يموت عاشور فتنوح النائحات، وتبكي البواكي، ويمتزج عويل الصغار بعويل الكبار الذين يجدونها فرصة للتعبير عن همومهم وإخراج ما ضاقت به صدورهم ، وكل يبكي ليلاه كما يقال.<o:p></o:p>

     في يوم التاسع تمتلئ الأسواق  بصفة استثنائية و هو ما يسمى ب"الوزيعة" فيشتري الناس الفواكه المجففة من تمر، و حمص، و كاو كاو، و  جوز، و لوز، و تين مجفف "الشّْرِيحَة" والزبيب، و يتم أيضا شراء جرار خزفية مصغرة " قَلُّوشْ" للصغار، ويتم التصدق بقلوش أو قلوشين مملوء بالفواكه المجففة.. طمعا في أن تصل تلك الصدقة قريبا كان قد مات منذ زمن قد يطول أو يقصر.<o:p></o:p>

     في صباح اليوم العاشر تقول العادة أن ماء زمزم يزرع فيكل الآبار و العيون ومنابع الماء وذلك من الفجر إلى وقت الضحى، لذلك يقوم الناس بالاستحمام بالماء البارد، ورش الأبناء والبهائم والبيوت ومخازن الحبوب..والواقع أن جذور هذه العادة تعود إلى الديانة اليهودية التي كانت في المغرب قيل ظهور الإسلام، فالماء سبب لنجاة موسى عليه وعلى نبينا الصلاة والتسليم من بطش فرعون، ويعتقد اليهود المغاربة أن الماء في هذا اليوم يصبح رمزا للخير والمباركة مما يجعلهم حسب بعض الكتابات التي تطرقت إلى تاريخهم  يحتفلون بالماء ويرشون به ممتلكاتهم وأموالهم، ويتراشق به أطفالهم، ثم بعد ذلك لبست هذه العادة لباسا إسلاميا  يتمثل في زمزم كما سبقت الإشارة إليه.<o:p></o:p>

     بعد ذلك يتم  توزيع الفواكه على الصغار والكبار وهو ما يسمى ب"التّْعَوْشِيرَة" أو "التّْفْرَاقْ"، غير أن ذلك لا يثني من عزم من يشارك في تشييع جثمان عاشور ودفنه، فيتحول الحدث إلى موكب جنائزي حقيقي.<o:p></o:p>

     في المساء تحضر أطباق الكسكس بما خُزِّنَ من قَدِّيد(لحم مجفف) من أضحية العيد وغالبا ما يكون عبارة عن ذيل الخروف أو الذِّيَالة، أم في الخلاء فقد هدأ الجو من ضربات البنادير والطعاريج والأغاني الحزينة، وحلت محله نار مضطرمة "الشُّعَّالَة"، ربما تعود أصولها إلى عادات مجوسية قديمة، أو تلميحا إلى نجاة سيدنا إبراهيم الخليل عليه وعلى نبينا الصلاة و التسليم في مثل هذا اليوم من النار،  يتحلق حولها الكبار والصغار  حيث يعملون على شي بعض أمعاء الأضحية التي خزنت لهذا الغرض، ثم يبدؤون بالقفز فوقها مرددين"عَاجْ، عَاجْ، ماذَا عَنْدْنَا مْنْ نْعَاجْ " أي: عجي يا نار، ويكتحل الصغار من رمادها ب"المِخْيَطِ" حيث يقال أن من فعل ذلك لم يصب بالرمد طيلة العام، ولعل ذلك يلمح إلى الحديث" من اكتحل بالإثمد يوم عاشوراء لم ترمد عينه أبدا" الذي رواه الحاكم عن ابن عباس، وقد قيل أنه من الأحاديث الموضوعة، أيضا فهو اليوم الذي استوت فيه سفينة نوح عليه السلام على الجودي، وتروي الإسرائيليات أن نوحا ومن معه اكتحلوا في ذلك اليوم والله أعلم.  

    مرثيات عاشور:<o:p></o:p>

    عَاشوري،عَاشوري وعْليكْ حْلَڮْت شْعوُرِي.<o:p></o:p>

    عَاشُورْ يَا بُو مْدَيْجَّة مَاتْ وخَلَّى خُدَيْجَّة.<o:p></o:p>

    عَاشوري،عَاشوري وعْليكْ حْلَڮْت شْعوُرِي  ڮدّْ الرّْتْعَة ڮدّْ الشّْكَالْ،ڮدّْ حْبَالْ الجَّرَّارَة،ڮدّْ الموت الْغَرَّارَة.<o:p></o:p>

    ڮَدِّيدَة،ڮَدِّيدَة مَرْمِيَّة عَلْ لَعْوَادْ، وَهَذَا عَاشُورْ مْشَى يْعَزِّي وْ دَّاه الوَادْ.<o:p></o:p>

    وَ انْتِي مَاتْ لِيكْ سْوَيْرَحْ، وَ انْتِي مَاتْ لِيكْ سْوَيْرَحْ، وَانَا مَاتْ لِي عَاشُورْ الزَّلاَّل، و انْتِي طَالْية لَحْنَانِي، وانْتِي طَالْية لَحْنَانِي، وَانَا مْخَلّْلَة بْخْطُوطْ القَطْرانْ.<o:p></o:p>

    مَڮْوَانِي،مَڮْوَانِي، يَا الضَّايَة وَ نْدُوزْ عْلِيكْ، وَاهْياَ وَايْلِي عاَشُورْ قَايْدِي كَانْ يْصَلِّي فِيكْ.<o:p></o:p>

    عاَشُوري يا الدَّالْية ، وْعَاشُورْ الحَلَّة كَامْلة.<o:p></o:p>

    .  عاَشُورْ آ بُوطَارْفَة وْلْدْ حْمَارتْنَا الشَّارْفَة، دَّاتُو للسُّوقْ بَاعْتُو شْراتُو حُمَّص كَالْتُو تّاكُل فِيه الرَّهجْ<o:p></o:p>

    عاشُورْ جَايْ مْنْ دُكَّالة، و رْكَابُو حَمْرَة شَعَّالَة، كِيفْ الشّْرِيفْ اللِّي لْقَاهْ تَايْبَنْدَقْ لِيه(أي يبايع له).<o:p></o:p>

    وْ مّا، وْ مّا، وْ مّا، وْ مّا،عَاشورْ بْشَى يصَيَدْ النحَلْ خَلَّى سَكِّينُو فِي الرّْحَلْ.<o:p></o:p>

    وا ضِيوَا، وا ضِيوَا، يَاضِيوَا، و الطَّارْفَة  جْدِيدَة، والخُرْبْ جْدِيدَة، وَا هْيَا قَوْمْ النّْصَارَى رُدُّوا عَاشُورْ فَيْنْ غَادِي.<o:p></o:p>

     

    <script type="text/javascript"></script> <script type="text/javascript"></script>


  • Commentaires

    Aucun commentaire pour le moment

    Suivre le flux RSS des commentaires


    Ajouter un commentaire

    Nom / Pseudo :

    E-mail (facultatif) :

    Site Web (facultatif) :

    Commentaire :