• بريد الزوار

     

    سلام الله عليك أستاذي الكريم، تحيات حارة من أخيك سي محمد كهول، نحن الايتعماريين أبناء الأم الحنون، ما ذنبها ونحن هجرناها، تركناها شبه وحيدة، المنازل مهجورة، والأراضي مهملة، والأشجار قد اندثرت، والحيوانات والمواشي كذلك قلت، أما الوديان فقد جفت، أمنا تبكي حزينة تنادينا بأعلى صوتها، وتنتظرنا بأحر أشواقها، لكن كل من خرج من حضنها نسي حنانها، نسي الأيام الجميلة، نسي الورود والأزهار التي أفرشتنا إياها، نسي حليبها ولبنها، أمنا أيت عمار لم تبخل علينا ولهذا وجب علينا الاعتراف لها بجميلها، ونرجع إليها ونعانق بعضنا بين أحضانها دون عجرفة أو تكبر كي نلقي البسمة على وجهها، وندخل الفرح و السرور في قلبها، نعيد لها ولو القليل من أيامها حيث المسارب و المسالك مملوءة بالمارة هناك من يمتطي مطيته، وهناك من يمشي على رجليه، أستاذي الكريم أين هي أقداح الشاي، ثغاء الخرفان، خوار البقر؟ وا أسفاه، وا حسرتاه، إخوتي أبناء أيت عمار هلموا لعناق أمكم إننا نجري خلف عقارب ساعة الزمن وهي تدور بسرعة، قد لا ينفعك الندم يا من سولت لك نفسك شراء سكنى في الدار البيضاء أو الرباط أو سلا أو تمارة أو عين العودة أو ...يوم تصبح عجوزا غريب الأهل و الديار، فمن يجالسك؟ ومن يحاكيك؟ قد تتعطش لشروق شمس الصباح، وغروب مساء أيت عمار، أنا واحد من أبناءها احتضنتني سبع سنوات فقط، والآن عمري أربعون سنة لكن أعدك أيت عمار كل الوعد بالرجوع إن شاء الله إليك والعيش بين سواعدك، إن كان يوم فهو يوم، وإن كان شهر فشهر، وإن كان عام فعام وإن كان ما بقي من العمر فذاك.

      


  • Commentaires

    Aucun commentaire pour le moment

    Suivre le flux RSS des commentaires


    Ajouter un commentaire

    Nom / Pseudo :

    E-mail (facultatif) :

    Site Web (facultatif) :

    Commentaire :