• اتفاقيات الشراكة

    نظرا لضيق المساحة الرعوية عند البعض ولقلة ذات اليد عند البعض الأخر فان الفلاحين بايت عمار يلجئون الى مجموعة من اتفاقيات الشراكة بينهم سواء تعلق الأمر بالقطيع أو المساحة المزروعة .
    القطيع:
    راس المال: يعطي احد المتعاقدين القطيع، ويعطي الأخر عمله ونصف المصاريف.. وفي نهاية السنة يقوم المتعاقدين باقتسام الربح (الخراف أو العجول..)
    السْباب: وهو عقد شبيه براس المال، الفرق الوحيد هو انه ليس محددا بالزمن ويقتسم المتعاقدين الأرباح عند بيع القطيع..
    الربع: إضافة إلى القطيع يزود احد الشريكين الأعلاف وبقية المصاريف، أما الثاني فلا ينفق إلا عمله ويأخذ ربع الفائدة السنوية.
    الأرض:
    النصف: إضافة إلى القطعة الأرضية يزود احد المتعاقدين نصف البذور ولا يتحمل مصاريف الحصاد، أما بقية الحرث والدرس وغيرها فيتحملها الشريك الأخر ، وفي نهاية السنة يقتسم الشريكان المحصول من النصف ، ا ماذا لم يزود صاحب الأرض نصف البذور فانه يتحمل نصف مصاريف الحصاد.
    الربع: يعطي احد الشريكين الأرض فقط وفي النهاية لا يأخذ إلا ربع المحصول الزراعي.

    وسواء تعلق الأمر بالماشية أو الأرض فان هذه الاتفاقيات تبرم بشكل تقليدي وشفوي وتخلو من حضور أي شهود.

    <script type="text/javascript"> var gaJsHost = (("https:" == document.location.protocol) ? "https://ssl." : "http://www."); document.write(unescape("%3Cscript src='" + gaJsHost + "google-analytics.com/ga.js' type='text/javascript'%3E%3C/script%3E")); </script> <script type="text/javascript"> var pageTracker = _gat._getTracker("UA-5964337-1"); pageTracker._trackPageview(); </script>

    votre commentaire
  • الفروسية

    بقي الحصان ،منذ القدم، إرثا ثقافيا وحضاريا تتوارثه الأجيال ، و ايت عمار كغيرها اهتمت بهذا الموروث وأولته عناية واهتمام فائقتين فضل رمزا للبطولة والقوة والجاه والكرم ..ولا غرابة في ذلك فقد لعب إلى جانب البندقية دورا رئيسا خلال التطاحنات التي شهدتها المنطقة إبان فترة السيبة حيث استُعمل للإغارة أو للذود عن الحوض ..وأحيانا كثيرة للترهيب والتخويف، فقبيلة تتميز بوفرة خيولها يحترمها الناس خوفا أو طمعا.
    ويستعمل الآن الحصان أساسا في عملية "التْبَوْرِيدَة" حيث يشارك الناس فرحتهم في المناسبات الوطنية والمهرجانات الأفراح الدينية والعائلية.
    واسم التْبَوْرِيدَة مشتق من "البارود" وتقدم عروضها بتتابع المجموعات من الفرسان أو ما يصطلح عليه ب"الصُّرْبَة" حيث لكل دوار صربته (وبالمناسبة فان بعض الأغاني التراثية تقول :" وَ رَى البارُود يصُبّْ تَاعْ سَبْع صْرُبْ" في إشارة إلى الدواوير السبعة لايت سي محمد بن عيسى) ويتقدم الصربة المقدم وغالبا ما يكون شيخ مسن ومحترم داخل الدوار وقد يخلفه ابنه من بعده ..ويقوم المقدم بترتيب الصربة ميمنة وميسرة ثم تصطف في خط مستقيم ،ثم ينطلق الفرسان في زهو وخيلاء ونخوة بضعة أمتار وهناك يصيح المقدم :"والخيل و المكاحل ..والحافظ الله " فينطلق الفرسان في سباق بديع ،ويتعين عليهم ان يضغطوا على ازندة بنادقهم في لحظة واحدة ، أي عندما يعطي المقدم الإشارة إلى ذلك  حيث تكون طلقات البارود متحدة ومدوية في طلقة واحدة ..وفي بعض الأحيان يفرض المقدم عقوبةعلى الفارس الذي ارتكب خطأ وتسمى هذه العقوبة ب"التْنْصَاف" حيث يقوم بدعوة الفرسان إلى بيته ويولم لهم .
    مناسبات التبوريدة:
    الأعياد الوطنية كعيد العرش أو عيد الشباب حيث يقام موسم قرب جماعة أولاد بوغادي في مكان يدعى "مازا" تنظمه  جماعات بني خيران، بما في ذلك ايت عمار،ويدوم حوالي أسبوع ،حيث تهيمن ألوان التبوريدة على أماسيه وعشياته.
    الأفراح العائلية  كالأعراس حيث يقوم صاحب الحفلة بدعوة الفرسان ويكلل العرس بعروض من الفروسية والتبوريدة ويتم هذا غالبا في المواسم الفلاحية المعطاء .
    المناسبات الدينية وتتلخص في موسم الحجاج، وهي عادة تكاد تقتصر على الشرفاء بايت عمار حيث وبموجب اتفاقية بين أولاد سي محمد بن عيسى و أولاد سي ابراهيم يتم عقد هذا الموسم لاستقبال من حج إلى الديار المقدسة ويدوم سبعة أيام وكان يعقد سابقا في مكان وسط بينهم يسمى"مڮْيَل الحمير" لكن ومع دوران السنة الهجرية أصبح مجيء الحجاج يواكب الفترة الزراعية فاضطر السكان  لتغير المكان  إلى مكان آخر لا يحرث وهو تابع  لمنجم الحديد ويسمى المكان ب "كركور الجماعة" غير ان صلابة المكان وكثرة أحجاره وحصاه-مما سبب في وقوع مجموعة من الحوادث- جعل الأهالي ينتقلون إلى مكان آخر غرب السوق الأسبوعي.

    لكن ومع تعاقب سنوات الجفاف التي أثقلت كاهل السكان ،  وفي غياب أية مساعدة من طرف المسئولين-على الأقل للمحافظة على التراث-  تقلص عدد الأحصنة من صربة في كل دوار إلى صربة واحدة بايت سي محمد بن عيسى وأخرى بأولاد سي ابراهيم .  

    <script type="text/javascript"></script> <script type="text/javascript"></script>


    1 commentaire


  • Voir taille réelle

    حينما تم اكتشاف الحديد في أيت عمار، وفتح منجمها، عمل المستعمر على جلب اليد العاملة، فضلا عن سكان المنطقة، من مناطق مجاورة وأحيانا نائية من المغرب ، ولإيوائهم قام الفرنسيون ببناء مجموعة سكنية شرق المنجم أو ما يسمى ب "الفيلاج القدامي" ولما تكاثر عدد الوافدين على المنطقة تم بناء مجموعة سكنية ثانية غرب المنجم أو ما يسمى ب"الفيلاج اللوراني"، غير أن ذلك لم يعمل على امتصاص زخم العمال فكان بعضهم يعمل على بناء النوايل(جمع نوالة) من القصب والهشيم فامتلأت المناطق المجاورة ك"حيط ولد باجة" بها، ولم تقتصر أنشطة الناس على العمل في المنجم فحسب بل تعدته إلى أنشطة أخرى كالتجارة و الخرازة و الحدادة.. وهكذا ازدهرت – في ذلك الوقت – الحركة الاقتصادية وانتعشت أما يوم الأحد و هو يوم عطلة أسبوعي  للمنجميين فإنه كان يعقد سوق بالقرب من مطحنة بيهي (غرب محل بيع التبغ حاليا)، في أول الأمر، يتبضع منه العمال و يتسوقون، ثم تم نقله نحو المجموعة السكنية الثانية حينما استقر بها الناس، لكن ذلك لم يدم طويلا إذ أن بناء مستشفى مكانه ، جعلهم ينقلونه إلى محل سوق الجمعة حاليا..

                                 Voir taille réelle     

    <script type="text/javascript"></script> <script type="text/javascript"></script>


    votre commentaire
  • منجم الحديد بأيت عمار<o:p></o:p>

    <o:p></o:p>

     

    آيت عمار، جماعة قروية صغيرة وفقيرة، معزولة في ركن من أركان دائرة وادي زم، قيادة بني خيران. كانت قبل عهد الحماية تعرف بالحايط الأحمر، فتعرض هذا الاسم لتحريف من طرف الفرنسيين ليصبح "أيت عمار"
    وارتبطت آيت عمار في تاريخها المعاصر بمعطيين أساسين، منجم الحديد وانتفاضة 20 غشت 1955، فقد تمت أولى الدراسات الخاصة بهذا المنجم منذ سنة1925 وشرع في تهييئه قصد الاستغلال منذ سنة 1934، حيث ثم ربطه بالسكة الحديدية بمحطة الكَفاف، على الخط السككي الرابط بين مدينة الدار البيضاء ووادي زم. فقد كان القرب من هذا الخط السككي عاملا مساعدا على الإقدام على الاستثمار في المنطقة، كما ساهم ارتفاع أسعار معدن الحديد في الأسواق الدولية في الإسراع بالشروع في استغلاله على يد «الشركة المغربية للمناجم والمواد الكيماوية (S.M.M.P.C) » ومنذ ذلك التاريخ، ظل هذا المنجم أهم منجم للحديد بالمغرب الخاضع للحماية الفرنسية.
    وبينت النتائج الأولية بإحدى مختبرات باريس، أن نسبة المعدن في هذا المنجم تتراوح مابين 43% و 48%، أما السيليس فتتراوح نسبته مابين 13% و 17%، إلا أن هذه النسب تختلف حسب الطبقات المستغلة، بحيث لوحظ أن نسبة الحديد تزيد كلما زاد العمق.
    وشرع في استغلال الخط السككي منذ 22 أكتوبر 1937، وأصبح مكهربا منذ فاتح أبريل 1938، ومنذ هذا التاريخ دخلت المنطقة مرحلة جديدة من تاريخها المعاصر، بالنظر إلى مظاهر التحول الذي عرفته جراء الشروع في استغلال هذا المورد الاقتصادي الجديد. وسمح المنجم بخلق رواج اقتصادي هام، و أصبحت أيت عمار نقطة جذب للمهاجرين من مناطق مختلفة من المغرب، الشيء الذي ساهم في تغيير وجه المجال، والعلاقات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية
    وبالنظر إلى الأعداد الهامة من العاملين في المنجم، وإلى التزايد المسترسل في كميات الإنتاج، تتضح الأهمية التي كان يحتلها هذا المنجم في المنطقة خاصة، وفي المنظومة المنجمية بالمغرب عموما. فقد كانت نسبة مساهمة هذا المنجم تتعدى 80% في الجهة المنجمية الجنوبية. وتظهر أهمية المنجم كذلك في كونه كان يشغل 80% من العاملين في مناجم الحديد.أما الأرباح الصافية للشركة المستغلة، فقد انتقلت من 78 مليون فرنك سنة 1951 إلى 114 مليون فرنك سنة 1952، و103 مليون فرنك سنة 1953.
    وكان من نتائج هذا الاستغلال أن بنيت عدة قرى منجمية للعمال المغاربة ( 200 منزلا) وللأطر الأوربية العاملة بالمنجم ( ثلاث وحدات سكنية وحوالي 20 فيلا)، أضف إلى ذلك الأحياء السكنية المنتشرة حول المنجم. كما سمح الاستغلال بإحداث مرافق عمومية كالمدرسة والمستشفى والسوق والمحلات التجارية والحرفية وباقي الخدماتوالخلاصة أن المنجم أحيى المنطقة وخلق فيها حياة جديدة لم تكن لتتوفر لولا المنجم… .
    وسمح المنجم بولادة مجتمع جديد، وحدت فيما بينه ظروف وملابسات العمل، خارج المنظومة القبلية التقليدية، وكان من سمات الحداثة التي خلقت بالمنطقة أن ظهرت عادات وقناعات جديدة، لم تكن معروفة ومتداولة في المراحل التاريخية السابقة. فبتطور الدخل تطور الاستهلاك والخدمات، وتطورت المعرفة المهنية للعمال، بحيث سمح المنجم للعديد من العمال المغاربة باكتساب معارف وخبرات مهنية جديدة كالسياقة والصيانة والهندسة
    ولا يمكن فصل شريحة العمال المحلية عن باقي الشرائح العمالية المنجمية في المغرب المحتل آنذاك. فقد حتمت مظاهر الاستغلال الرأسمالي بروز أشكال جديدة من الوعي والعمل السياسي والنقابي، حيث تعددت أشكال الاحتجاج كالإضرابات… وكان منجم أيت عمار على موعد مع انتفاضة عارمة في الذكرى الثانية لنفي السلطان سيدي محمد بن يوسف. فقد عرف المنجم انتفاضة قوية كما هو الحال في مدينة وادي زم المجاورة، حيث هاجم العمال بشكل مفاجئ الأوربيين العاملين بالمنجم، ولم تسلم التجهيزات من الإحراق والتدمير. وكان من نتائج هذه الانتفاضة ، أن قتل العديد من الأوربيين والمغاربة وأتلفت تجهيزات وأرشيفات الشركة
    وفي أول اجتماع له بالمنجم، تقدم الإتحاد المغربي للشغل، بتاريخ 10 أبريل 1956، بلائحة مطالب عامة اختلط فيها السياسي بالنقابي. فقد تمت المطالبة، مثلا، بالتعويضات العائلية، السكن، إعادة المطرودين، العطل، مراجعة الأجور… وطالب المكتب كذلك بالتعويض عن قتلى وجرحى الانتفاضة… وكان جواب الشركة بتصنيف المطالب، حيث فرقت بين المطالب التي يمكن أن تناقشها أو تستجيب لها كلا أو جزءا. أما المطالب المتعلقة بتبعات الإنتفاضة، فقد اعتبرت نفسها غير مسؤولية عنها، بل إنها كانت ضحية، وذلك بالنظر إلى قتلاها وإلى خسائرها المادية
    ومنذ هذا التاريخ، بدأت ملامح الصراع والانشقاق في صفوف العمال، بسبب الصراع النقابي الحاد. والمتتبع للرواية الشفوية المحلية وللتقارير التي كان يرفعها مدير المنجم للدوائر المسؤولة، يستتنج مدى تأثير ذلك على وحدة العمال، وعلى استمرارية العمل والإنتاجية، بل إن الأمر أدى في الكثير من اللحظات إلى مواجهات عنيفة بين العمال التابعين لهاته الجهة والعمال التابعين للجهة الأخرى. الشيء الذي أدى إلى قدوم قوات التدخل ومرابطتها بالمنطقة. كما سجلت الكثير من حالات العصيان والغش في العمل عن طريق خلط المعدن الموجه للتصدير بالتراب…!
    ففي الكثير من التقارير التي كان يرفعها مدير المنجم ، يستشف بأن الشركة كانت تميل إلى إغلاق المنجم حفاظا على أرباحها، وحتى لاتتعرض للإفلاس. خاصة وأنها كانت مطالبة بتصفية الحساب مع العمال فيما يخص تقاعدهم و باقي المكتسبات. كما أن الكثير من الآراء تميل إلى الاعتقاد بأن إغلاق المنجم أتى كذلك لظروف سياسية تدخل ضمن التوصيات الفرنسية، وضمن توجه عام كان يميل إلى تكسير شوكة المناطق المنتفضة، خارج السياق الذي كان يؤطره الشق السياسي للحركة الوطنية، وهو الرأي الذي يدخل منطقة وادي زم عموما ضمن هذه الخانة، إلا أن كل هذه الآراء تحتاج إلى ما يدعمها أو يفندها من وثائق، خاصة وأن أرشيف الشركة قد تعرض للضياع، أما ما تبقى منه فقد تم إنقاذ جزء منه في حالة ووضعية حرجة جدا…، الشيء الذي أدى في نهاية المطاف إلى إغلاق المنجم بالتدريج، إلى أن أغلق نهائيا خلال الستينات من القرن الماضي، بمعنى الحكم على هذه المنطقة بالتهميش والإقصاء، وبقطع خط السكة الحديدية، تكون المنطقة قد حكم عليها بالإعدام والانفصال النهائي عن العالم الخارجي.
    ومنذ ذلك التاريخ، والمنطقة في تراجع مهول على جميع الأصعدة، فأصبحت منطقة طرد للمهاجرين بعدما كانت منطقة جذب لهم، وأصبحت مرتعا للثالوث المخيف: الفقر والجهل والمرض… لذلك يظل السكان ينتظرون رد الاعتبار لهذه المنطقة، وتفنيد الرأي القائل بوجود انتقام وتهميش مقصود. ومما زاد الطين بلة أن كل الذين عبروا على ظهر المنطقة من جماعات محلية ونواب برلمانيين وسلطات محلية، لم يفكروا بجدية في هذا الموضوع، ولم يحاولوا البحث عن سبل إنقاذ ما يمكن إنقاذه. ولعل الفلسفة الجديدة التي أتت بها «المبادرة الوطنية للتنمية البشرية» قد تشرع نافذة على هذا الرجاء الذي يعقد عليه السكان أمالا كثيرة، خاصة وأن كل المعطيات تفيد بالإمكانيات الواعدة التي مازال المنجم يتوفر عليها، سواء في أعماقه أو أخذا بعين الاعتبار المساحة الإجمالية للمنجم الممكن استغلاله، في وقت يتميز بالقرب من السكة الحديدية وفي وقت تعرف فيه أسعار المواد المعدنية، وخصوصا الحديد منها، ارتفاعا ملحوظا في الأسواق الدولية، أو استجابة للحاجيات المحلية من هذا المعدن الاستراتيجي، أضف إلى ذلك التطور الحاصل في آليات الصناعات الإستخراجية، الشيء الذي قد يشجع على الاستثمار في إعادة استغلال هذا المنجم، ويساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية لهاته الجهة... .
    <o:p></o:p>

    <o:p> </o:p><o:p></o:p>

    د.صالح شُكَاكَ<o:p></o:p>

    <script type="text/javascript"></script><script type="text/javascript"></script>

    2 commentaires
  •  

    الدّْشَرْ 


     

     

    Voir taille réelle 

    حتى أواخر القرن التاسع عشر كانت بني خيران واحدة من قبائل تادلة، إضافة إلى السماعلة، و بني زمور، وبني عمير، وبني موسى، و ورديغة، و أخرى، حيث يقول شارل دو فوكو(1858-1916) وهو مستكشف فرنسي كاثوليكي ذهب للمغرب لاستكشافه في رحلة طويلة، يقول في كتابه التعرف على المغرب1883-1884 :  وكانت هذه القبائل سائبة ومتمردة ولم تكن تخضع لحكم وسلطة المخزن، لذلك كانت تعتمد على ترسانتها الحربية من أسلحة ورجال و خيول، وحصون منيعة(مداشر) لترد هجمات القبائل الجائرة أو  لتغير بدورها على القبائل الضعيفة، أو لترد حملات المخزن التأديبية، وكان لكل  قبيلة أو وحدة عرقية (فخذة) من القبيلة نفسها  شيخها الذي يمثل السلطة الدينية والسياسة و القضائية  في نفس الوقت، ولها  حصنها المنيع (الدشر) الذي تلجأ إليه و تحتمي داخله وتودعه ما عز لديها.<o:p></o:p>

     بالنسبة لأيت عمار أو أولاد سيدي بوعمران  كما كانوا يسمونهم  حيث يقول   شارل دو فوكو   في كتابه التعرف على المغرب  متحدثا عن حملة السلطان مولاي الحسن (الحسن الأول)  في  صيف 1883، وهي حملة كان يقوم بها السلطان:"كل سنة أو كل سنتين يقوم السلطان بتجهيز جيش وينطلق لتأديب بعض القبائل المتمردة من جهة، وإضعاف أخرى بدت أكثر قوة"  ويتابع دو فوكو متحدثا عن هذه الحملة:" ..وفي بني خيران( ..)بدأ مولاي الحسن  بنهب زاوية(الدشر) أولاد سيدي بوعمران وكانت للشرفاء الذين يسمون بهذا الاسم، وكان لهم تأثير كبير في بني خيران حيث يقيمون.."  بالنسبة لأولاد سيدي بوعمران إذن وكغيرهم من قبائل وفخذات تادلة  عمدوا إلى بنا ء حصن منيع لهم (دشر) وكان ذلك على أبعد تقدير في الحقبة الأخيرة من القرن التاسع عشر، وقبل ذلك كان يستقر بهم المقام في مكان يسمى " مَڮْيَلْ لْحْمِيرْ" قريب من بئر "ولد عيشة" حاليا وهو مكان يتسم بقرب مياهه، وخصوبة أراضيه، و دفئ منزلته وطيب هواءه، عمد الباعمرانيون لبناء الدشر لرغبتهم الملحة في الاستقرار من جهة، ومن جهة أخرى  للتحصن من غارات القبائل الأخرى .. وقد تم اختيار منطقة مرتفعة لبنائه كبرج للمراقبة حيث يراقب من الجهة الغربية  أولاد بوغادي ومن الجهة الشرقية السماعلة ومن الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية ورديغة وبني منصور، أما الناحية الشمالية فقد كانت عبارة عن قطاع غابوي ذو مسالك وعرة أحيانا، وكانت تحت مراقبتهم. إضافة إلى كونه(الدشر) غير بعيد عن مقبرة سيد لحسن، وهو عبارة عن مستطيل كبير  من أسوار يبلغ ارتفاعها أربعة إلى خمسة أمتار،  وتحيط بها ثقوب  منتظمة تستعمل لإخراج رؤوس البنادق في حالة المداهمة من جهة، وللمراقبة من جهة أخرى، وفي طور بنائه كان الرجال ينهمكون في جلب الأحجار و الأتربة وعملية البناء، أما النساء والأطفال فعملوا على جلب الماء  في  قرب من الجلد من بئر ولد عيشة،الذي كان انذاك عبارة عن عين يقال لها "عين اولاد باجة"وقد سميت بهذا الإسم لكون المكان كان يختص بحراثته"أولاد باجة"(يتبع).

     

     


    3 commentaires


    Suivre le flux RSS des articles de cette rubrique
    Suivre le flux RSS des commentaires de cette rubrique