• استبشر هذا الموسم(2008-2009) الناس في أيت عمار خيرا، بمحاصيل زراعية جيدة، والفضل يعود للسماء، وللسماء وحدها، مما أنساهم، ولو لحين، محنة المواسم المنصرمة.

    وإذا كان ثمن القطيع يحدده العرض والطلب، فأتمنى أن لا تتدخل الدولة لتخفض من ثمن الحبوب، فمن جهة، ورغم عطاء الموسم، فالفلاح  في أيت عمار قد بذل جهده، وماله، ومن جهة أخرى لم يتلق أية مساعدة من طرف المسئولين، وقطع كل الأشواط وحده، إضافة إلى أن ما سيبيعه اليوم بثمن بخس، سيشتريه غدا، بأضعاف مضاعفة( يصل ثمن القنطار من الشعير 350درهم بمعدل 50درهم للعبرة) هنا لا يتدخل المسئولون لفرض التخفيض!!

    votre commentaire
  •  

    الدشر(3)
     

    كما سبقت الإشارة إليه كانت قبائل، وفخذات تادلة عبارة عن قبائل متمردة  ومستقلة بذاتها  عن حكم المخزن ، وكان لكل قبيلة، أو وحدة عشائرية ، نسقها الخاص، وترسانتها  الحربية التي تتكون من الخيول والبنادق التقليدية الصنع " الساسبو".

    «  L’histoire du Maroc nous montre le Tadla redouté et indépendant, repoussant avec succès les méhallas des Sultans.  Moulay Hassan parvint à le réduire, mais avec lui (1884) disparut du pays l’autorité chérifienne. »(1)                                                                                                                

      لذلك كانت  تشكل، إضافة إلى قبائل زيان، شبحا مخيفا لسلطات الحماية، هاته الأخيرة جندت  بدءا من مارس 1913 حملة عسكرية عنيفة و دامية لإخضاعها، والاستحواذ على ما تزخر به من خيرات، حملة لم تكن متكافئة البتة، فأمام جيش نظامي كثير العدة والعتاد، وجد رجال قبائل كل ما يملكونه، إضافة إلى شجاعتهم وبسالتهم، بعض البنادق البسيطة  من صنع محلي، والسلاح الأبيض من خناجر، و سكاكين، وكُمِّياتْ..

    و مما أدى التسريع بهذه الحملة، والتعجيل بها ما كانت تقوم بعض قبائل تادلة وفخذاتها من إغارات على أطراف الشاوية، هاته الأخيرة التي كانت تحت سلطة المستعمر وحمايته، لذلك قام الجنرال فرانشي بتأسيس مركز للمراقبة في دجنبر 1912  بوادي زم وهو مكان  يمكن من خلاله بسط اليد على شمال تادلة كله  وجاء هذا المركز ليكمل الحركة السياسية  للبروج، لكن ما إن تمت إقامته حتى هوجم، مما أدى إلى إرسال وحدة عسكرية إلى هناك في فبراير 1913 تحت قيادة الكولونيل سيمون.  

    « Le général Franchet d’Esperey, qui a pu nouer des relations avec une partie des fractions Tadla par l’intermédiaire du marabout influent  de Boujad, en profite pour fonder en décembre suivant  le poste de l’Oued Zem qui, placé au cœur du Tadla Nord, doit prolonger l’action politique d’El boroudj dans cette direction.

    Mais les fractions Tadla s’émeuvent. Le poste est à peine construit qu’elles l’attaquent (decembre1912). Leurs coups de main sur l’Oued Zem deviennent incessants. La situation en février 1913 nécessite l’envoi d’une colonne placée sous le commandement du colonel Simon. »(2)

    « Les 2,3 et 15 mars le lieutenant-colonel Mangin est violemment attaqué par plusieurs d’assaillants prés de l’oued Zem. Nos pertes s’élèvent à 63 tués ou blessés pour le seul combat du 15 particulièrement rude. »(2)

    « Les  18 et 19, le colonel Simon quitte  son camp de Bir Mezoui et disperse les rassemblements. 

    Mais  la situation reste très sérieuse. Moha ou Saïd reforme sa harka à Kasba Tadla. Notre vieil ennemi, Moha ou Hammou chef des Zaïans, connu sous le nom de Zaïani, dont la main se retrouve dans tous  les soulèvements  du nord du Maroc, et qui pris part à la sanglante affaire de Mennaba dans le sud Oranais, a franchit l’oued Grou pour rentrer  au Tadla  avec ses contingents. La guerre sainte est  prêchée dans toutes les tribus. Le soulèvement s’étend. Les communications de la colonne avec l’armé ne sont plus sûres ; les convois sont inquiétés. Entre le camp de Bir Mezoui et l’oued Zem, le fil télégraphique est coupé, et les poteaux sont arrachés par l’ennemi. Un malaise pèse sur le Maroc. » (2)

         وأمام هذه الوضعية التي أحرجت سلطات الحماية قرر ليوطي  التعامل معها بجدية وحزم  فأعطي قيادة العمليات للجنرال مونجان في 18 مارس 1913وأمره بضربة قوية والانتهاء من أمر تادلة.

    « Le général Lyautey prend la résolution d’en finir, il pousse activement sur l’avant renforts et approvisionnements. Appelant de Marrakech le 18 mars le colonel Mangin, il lui donne le commandement des opérations et lui prescrit de frapper un coup indispensable. »(3)  

    كان الكولونيل مونجان بين أمرين، إذ عليه أن يواجه  محا اوسعيد على بعد يومين من معسكر وادي زم  باتجاه الجنوب الشرقي (قصبة تادلة)، و محا وحمو الزياني على مشارف واد  ڮرو بمكان يسمى( بطمة عيساوة)، وبحكم  قرب هذا الأخير، و قوة شكيمته، وذيع صيته، قرر مونجان الزحف نحوه، لدفعه على الأقل وراء ڮرو، ومن أجل ذلك طلب الترخيص من الجنرال ليوطي  في 25 مارس 1913 ليأتيه الجواب في الليلة نفسها، فانطلق في  منتصف الليل لملاقاة الزياني، وفي طريقه اصطدم بالسماعلة، حيث عمل على إجلاءهم خارج  دشرهم بالبراكسة  بعدما استحوذ عليه، تاركا هناك كتيبة سنغالية، لمراقبة  تحركات  هذه الفرقة .

     ولما تم  دفع الزياني عن واد ڮرو، قرر مونجان الاتجاه نحو قصبة تادلة  لمواجهة محا أو سعيد، لكن قبل ذلك عليه أن يتخلص من السماعلة، الذين قاتلوا إلى جانب الزياني في بطمة عيساوة، وإخماد جذوتهم  قبل أن تستفحل  وتصبح أكثر خطورة.

    « Reste le second groupement, celui de Moha ou Saïd à Casba Tadla. Mais il parait préférable, avant de marcher sur lui, de réduire les Smala qui ont combattu contre nous à Botmat Aïssaoua ; placée sur le flanc de notre ligne  de communication, cette tribu pourrait inquiéter nos convois. » (4)

    لكن هذه المرة لم يجد أمامه أحد، فأغلب المحاربين قد تشتتوا، وتفرقوا، بعدما فقدوا كل خيراتهم ومحاصيلهم بالبراكسة، وفي 31 مارس 1913 اصطدمت فرقة من معسكر كريستيان، كانت في طريقها نحو تادلة، بالسماعلة  وهزمتهم على حدود هضاب زعير.

    مهددين من الشمال والجنوب، وبعدما فقدوا كل خيراتهم من حبوب وماشية، لم يجد السماعلة بد من الاستسلام والخضوع، في 3أبريل 1913 هذا الاستسلام الذي كان له  وقع سلبي  على القبائل المجاورة كبني زمور وبني خيران.

    « Menacés par le nord, attaqués par le sud, les Smala, démoralisés par la perte de leurs grains, font leur soumission le 3 Avril. Les tribus voisines Beni Khirane et Beni Zemmour, également  impressionnées, suivent ce mouvement. »(4)

    واصل الجنرال مونجان حملته الدموية  على تادلة،  لتدجينها، ولاستنزاف خيراتها، أما الباعمرانيون، باعتبارهم موضوع حديثنا، فقد شكل هذا الاستسلام القسري فاصلا بين مرحلتين، ونمطين مختلفين تماما من أنماط عيشهم و حياتهم، حيث ماتت  الروح الجماعية  واستحوذت عليهم النزعات الفردية، حيث اقتسموا الأراضي، أما من الناحية التنظيمية فبعدما كانوا يولون أمورهم لشيخ يحترمونه، ويشاورهم في الأمر، فقد عينت سلطات المستعمر عليهم، وعلى القبائل التي غزتها على العموم، قوادا و مقدمين قهروا البلاد والعباد، و أثقلوا كاهل السكان  بالضرائب، كضريبة الخرص، وهي ضريبة تؤدى على كل رأس من الماشية..واستغلوهم استغلالا فاحشا. كما عمل الباعمرانيون أيضا على مفارقة الدشر هجرانا أبديا، و وحده البوم بقي يبكي حسرة، على أيامه(الدشر) الخوالي، وعلى جدرانه التي تسفيها الريح، و يبكي المزن عهد جدتها. 

     

     


     

    (1)Revue de Paris: Fascicul N017533, Année1913, page420

    (2)Revue de Paris: Fascicul N017533, Année1913, page421

    (3)Revue de Paris: Fascicul N017533, Année1913, page422

    (4)Revue de Paris: Fascicul N017533, Année1913, pages423-424

     

     

     

     


    1 commentaire
  • بعض بقايا وأطلال دشر أولاد السي إبراهيم، بعدما طالته أيادي التخريب، واستبد بأحجاره المستبدون،حيث أقاموا بها أركان بيوتهم الجديدة، عابثين بذكريات وآثار عهد قديم لم يبق منه غير هذا الجدار الذي استوى مع الأرض، وبعض  الأنفاس التي لا زال يلفظها بعض من تواتر إليهم الخبر، وفي الغد، ومع  زوال آخر حجرة من هنا، سيزول كل خبر، كل ذكرى، والذنب لمن؟

    votre commentaire
  • الدشر(2) 

     

     

      كان الباعمرانيون يقيمون بالدشر طيلة فصل الشتاء حيث ينصبون خيامهم  بموازاة مع جدرانه، وفي الوسط يبنون الزرائب للقطيع ..أما الخيول فتكون أمام الخيام ، على أهبة واستعداد لدرء غارة محتملة، أو مفاجئة، مستهلكين ما جمعوه من أحطاب للتدفئة وللطهي..كما أنهم كانوا يودعون فيه(الدشر) ما عز وغلا لديهم  من مؤونة وحلي، حيث كانوا يقومون بحفر مجموعة من الآبار الاسطوانية العميقة، والمتسعة، ذات فم ضيق لا يكاد يتسع للفرد الواحد ( مطمورة) لتخزين الحبوب من قمح وشعير، وغالبا ما كانت  تتموضع بين ركيزتي الخيمة، وحينما يتم ملئها تغلق بأحجار مستوية  ثم تغطى بالتراب، وتسوى بالأرض، أيضا كانوا يدفنون  تحت سدول الخيمة و أكفيَتِها جرار العسل والسمن المملح( قَلُّوشْ)، و أكياس الحلي، والملاعق والأواني الفضية..  كما استعملوا بالإضافة إلى ذلك القبور وجنبات المقابر، لكونها أماكن ترهبها الناس وتحترمها، من جهة، وحتى يسهل عليهم ضبط مكان الخزينة، وسهولة تذكره من جهة أخرى.

      حينما يرحل برد الشتاء، و يستوطن الربيع بدفئه، يرحل الباعمرانيون نحو أماكن الرعي، والاقتراب أيضا من الأراضي المحروثة، تاركين الدشر تحت حراسة متناوبة فيما بينهم، حيث يقوم  ثلاثة أو أربعة فرسان مسلحين بالبنادق و الخناجر بالمداومة طيلة الليل، وبعد انتهاء فترة الدراس، وجمعهم للمحاصيل الزراعية، يعودون من جديد إلى الدشر، حيث ينصبون خيامهم بالقرب منه، تفاديا لحرارة الصيف المفرطة، ولا يدخلون إليه إلا في حالة المداهمة، أو خوفا من العواصف..

      ولرسم صورة واضحة على ما كان سائدا في ذلك الوقت من الناحية الأمنية، والحاجة إلى الملاذ و الحماية ما تحكيه امرأة في ذلك الزمن حيث تقول فيما روي عنها:"ذهبنا من الدشر إلى "بوضروة" لجمع "الدَّوْمْ" ولم يكن معنا رجال، فأغار علينا نفر من السماعلة مسلحين، بخيلهم وبارودهم، فهربت من هربت، واختبأت من اختبأت، ومن سوء حظي أن سباني أحد الفرسان و أخذني أسيرة، و أردفني وراءه، في الوقت نفسه سمعت دوي البارود وراءنا، فالتفت فإذا بي أرى "صربة" رجالنا وكانوا قد تبعونا لتطلع أمرنا و حراستنا، فتشجعت و مددت يدي إلى السرج و فككت أحزمته، ثم هوينا أرضا، في تلك اللحظة كان فرسان السماعلة قد لاذوا بالفرار  لما سمعوا فرقعات البنادق، ولما لحق بي الرجال أوثقوا من كان يريد سبيي و أخذوه أسيرا، وسرنا به إلى الدشر، ولما سمع أهله الخبر بعثوا في طلبه أمه مقابل فدية يدفعونها لنا، وكذلك كان."

       غير أنه لم تمض غير بضع سنوات على تأسيسه، حتى شب الخلاف بين فرقتي الدشر"أيت السي أمحمد بن عيسى" و"أولاد السي إبراهيم" أدى بهذه الأخيرة إلى مغادرته نهائيا، واستقرت بضع كيلومترات منه جهة الجنوب الشرقي، ببطن يتسم هو الآخر بقرب ماءه، وطيب ريحه، وجودة تربته، ويسمى ب" بِيْرْ الزّْكِيمْ" ثم ما فتئوا أن عملوا على بناء دشر خاص بهم في ما ارتفع من تلك الأرض، وهو مكان يسمى ب"التُّومَيَّة" وقيل إنه سمي بذلك لكونه يتكون من تَلّيْنِ متشابهين كالتوأم، وظلت تربطهم بإخوانهم علاقات المصاهرة، كما بقوا يستعملون  مقبرة سيد لحسن  لدفن موتاهم، ونظرا لبعد المسافة  عملوا على إقامة مقبرة خاصة بهم   جانب  الدشر(يتبع).


    votre commentaire
  •  

    الدّْشَرْ 


     

     

    Voir taille réelle 

    حتى أواخر القرن التاسع عشر كانت بني خيران واحدة من قبائل تادلة، إضافة إلى السماعلة، و بني زمور، وبني عمير، وبني موسى، و ورديغة، و أخرى، حيث يقول شارل دو فوكو(1858-1916) وهو مستكشف فرنسي كاثوليكي ذهب للمغرب لاستكشافه في رحلة طويلة، يقول في كتابه التعرف على المغرب1883-1884 :  وكانت هذه القبائل سائبة ومتمردة ولم تكن تخضع لحكم وسلطة المخزن، لذلك كانت تعتمد على ترسانتها الحربية من أسلحة ورجال و خيول، وحصون منيعة(مداشر) لترد هجمات القبائل الجائرة أو  لتغير بدورها على القبائل الضعيفة، أو لترد حملات المخزن التأديبية، وكان لكل  قبيلة أو وحدة عرقية (فخذة) من القبيلة نفسها  شيخها الذي يمثل السلطة الدينية والسياسة و القضائية  في نفس الوقت، ولها  حصنها المنيع (الدشر) الذي تلجأ إليه و تحتمي داخله وتودعه ما عز لديها.<o:p></o:p>

     بالنسبة لأيت عمار أو أولاد سيدي بوعمران  كما كانوا يسمونهم  حيث يقول   شارل دو فوكو   في كتابه التعرف على المغرب  متحدثا عن حملة السلطان مولاي الحسن (الحسن الأول)  في  صيف 1883، وهي حملة كان يقوم بها السلطان:"كل سنة أو كل سنتين يقوم السلطان بتجهيز جيش وينطلق لتأديب بعض القبائل المتمردة من جهة، وإضعاف أخرى بدت أكثر قوة"  ويتابع دو فوكو متحدثا عن هذه الحملة:" ..وفي بني خيران( ..)بدأ مولاي الحسن  بنهب زاوية(الدشر) أولاد سيدي بوعمران وكانت للشرفاء الذين يسمون بهذا الاسم، وكان لهم تأثير كبير في بني خيران حيث يقيمون.."  بالنسبة لأولاد سيدي بوعمران إذن وكغيرهم من قبائل وفخذات تادلة  عمدوا إلى بنا ء حصن منيع لهم (دشر) وكان ذلك على أبعد تقدير في الحقبة الأخيرة من القرن التاسع عشر، وقبل ذلك كان يستقر بهم المقام في مكان يسمى " مَڮْيَلْ لْحْمِيرْ" قريب من بئر "ولد عيشة" حاليا وهو مكان يتسم بقرب مياهه، وخصوبة أراضيه، و دفئ منزلته وطيب هواءه، عمد الباعمرانيون لبناء الدشر لرغبتهم الملحة في الاستقرار من جهة، ومن جهة أخرى  للتحصن من غارات القبائل الأخرى .. وقد تم اختيار منطقة مرتفعة لبنائه كبرج للمراقبة حيث يراقب من الجهة الغربية  أولاد بوغادي ومن الجهة الشرقية السماعلة ومن الجهة الجنوبية والجنوبية الغربية ورديغة وبني منصور، أما الناحية الشمالية فقد كانت عبارة عن قطاع غابوي ذو مسالك وعرة أحيانا، وكانت تحت مراقبتهم. إضافة إلى كونه(الدشر) غير بعيد عن مقبرة سيد لحسن، وهو عبارة عن مستطيل كبير  من أسوار يبلغ ارتفاعها أربعة إلى خمسة أمتار،  وتحيط بها ثقوب  منتظمة تستعمل لإخراج رؤوس البنادق في حالة المداهمة من جهة، وللمراقبة من جهة أخرى، وفي طور بنائه كان الرجال ينهمكون في جلب الأحجار و الأتربة وعملية البناء، أما النساء والأطفال فعملوا على جلب الماء  في  قرب من الجلد من بئر ولد عيشة،الذي كان انذاك عبارة عن عين يقال لها "عين اولاد باجة"وقد سميت بهذا الإسم لكون المكان كان يختص بحراثته"أولاد باجة"(يتبع).

     

     


    3 commentaires