•  

    إلى اليمين  جماعة أولاد بوغادي، وهي من الجماعات المكونة، إلى جانب جماعة أيت عمار وبعض الجماعات الأخرى ( الجناديز، أولاد فتاتة)   لقبيلة بني خيران، وإلى اليسار توجد قيادة بني خيران، ويقصدها أهالي أيت عمار لقضاء حوائجهم الإدارية، بل إن منهم من مازالت سجلات الحالة المدنية لديهم هناك.

     

    <script type="text/javascript"></script> <script type="text/javascript"></script>


    votre commentaire

  • حفل الختان<o:p></o:p>

     

    <o:p>

     

    </o:p>

     

       تحتل درجة كبرى عند الناس في أيت عمار، وتأتي  في المرتبة الثالثة بعد حفل الزغاريت و العرس، وأحيانا تدمج معهما فتكون  حفلة واحدة أي زفاف وختان، لكنها في الغالب تبقى مستقلة بذاتها، وبطقوسها الخاصة بها.<o:p></o:p>

       تقتضي العادة أن تجهز أم الطفل المعني بالأمر مثل العروس من طرف زوجها، حيث يشتري لها ألبسة جديدة و "شربيل"، ولحافان(إزار)، إضافة إلى وسائل الزينة من كحل، وسواك، وحناء، وطلي، و مرآة..ويسمى هذا ب"السّْفَطْ"، أما الطفل فإنه يتم حلق بعض رأسه، أو كله، وإلباسه لباسا أبيضا أو أخضرا ، وغالبا ما يكون عبارة عن"ڧُوقِيَّة" أو " تْشَامِيرْ" ، وطربوش  ابيض  و"بَلْغَةُ" صفراء أو بيضاء. ويتم دعوة الأقارب و الجيران، و الطُّلْبَة إلى المأدبة، وتنصب خيمة أو خيمتان لاستقبال المدعوين.<o:p></o:p>

       بعد تقديم الوجبة الرئيسية يتم إقامة "الحْنَّة"حيث تتزين أم الطفل بما اشْتُرِيَ لها من لباس وزينة، واضعة على رأسها خمار من حرير يسمى" الكَنْبُوشْ " أما الطفل فإنه في تلك الأثناء يكون بين يدي "الحَجَّامْ" ( ويسمى بذلك لممارسته إضافة لحرفة الختان حرفة الحجامة) يخضع لعملية الختان.<o:p></o:p>

      تتقدم الأم بخطى حثيثة نحو الغرفة التي يتم فيها الختان و من حواليها ترتفع الزغاريد، ودقات الكفوف، والطعاريج و البنادير، و أصوات النساء تردد وراءها : "سِيري، سِيري آيا مُولاَةْ لَوْلِيدْ، آيا عَيْنِينْ لُغْزَال" و "و مَا نْخَتَّنْ وْلْدِي وْ حْتَى يْجِي خَالُو، وْ حْتَى يْجِي خَالُو، يْعْطِيْه نَاقَة بَيْضَاء،  و تْزِيدْ فِي مَالُو، و تْزِيدْ فِي مَالُو."  و "عَرْصة عَرْصَةْ الحَجَّام فِيهَا الخٌوخْ و الرُّمَّانْ "  و " وَا هْيَا حَجَّامْ رَطَّبْ يْدِيك رَاه وْلِيدِي يَا بِينْ يْدِيك " وعند الباب تجد بانتظارها قصعة أو صحن من خليط الحناء  فتغمس فيه رجلها اليمنى، ثم تخرج مرآتها وتقف واجمة تنظر وجهها إلى أن يخرج وليدها، فتضعه فوق ظهرها برفق وعناية ثم يتجه الموكب نحو خيمة الرجال مرددا : " فِينْ هِيَ خَيْمَة خَيِّ، فِينْ هِيَ نَمْشِي ليهَا، فِينْ هِيَ خَيْمَة خَيِّ، فِينْ هِيَ نَمْشِي ليهَا " فيخرج أخوها (خال الطفل)، إن وجد، فيكون أول من يهنئها و ابنها ويعطيها هديه تكون في غالب الأحيان نقدية، أو عبارة عن قالب من السكر، ثم تتابع الهدايا، ويسمى ذلك ب"البْيَاضْ" أو"الزْرُورَة"، وبعد ذلك تعود لتفرط كامل عنايتها بطفلها، ولاستقبال  التهاني والهدايا من صويحباتها، أما تلك الهدايا، أو قيمتها فهي تنفق على الطفل فيما بعد، لأنها تعتبر ماله الخاص.<o:p></o:p>

       مع الأسف الآن و في أيامنا الحاضرة  اختفت هذه الطقوس الجميلة، أو كادت،  وحل محلها مدنية زائفة نخرت أعماق ودخائل  عادات جميلة فأفرغتها من جماليتها وتركتها خاوية جوفاء.   <o:p></o:p>

     

    <script type="text/javascript"></script> <script type="text/javascript"></script>


    votre commentaire

  • خديجة<o:p></o:p>

     

    <o:p>

     

    </o:p>

     


    أطلقت ساقي الصغيرتين للريح وسط المراعي الخصبة في عنفوان الطفولة ورعونتها ومرقت خديجة ورائي مروق السهم إلى الرمية محاولة الإمساك بي، كنا نعدو الواحد تلو الأخر، ولم تكن تلك غير لعبة من بين أخريات نتسلى بها طوال النهار، و كانت بقرتانا الصفراويان تلتهمان في دعة ما تركته المناجل من سنابل قابعة وسط الهشيم.  <o:p></o:p>

           كانت خديجة تكبرني ببضع سنوات، وكانت وحيدة جدها، والشمعة التي تضيء أرجاء خيمته، لست أدري كيف أتت ولا أين ولدت، كلما كنت اعرفه أنها كانت رفيقة صباي،  وكانت تجمعنا أيام اللعب والمرح المشربة بالبراءة و الفضول. <o:p></o:p>

           لم يكن يفرقنا غير ليل بدا للتو يسدل رداءه الأسود رويدا على الحقول والمراعي، ولطالما أنسانا اللهو ظلمته إلى أن أيقظتنا نداءات العم بوعزة، أو شبح أختي و خشخشات قدميها. <o:p></o:p>

          وجدت العم بوعزة مسجيا وسط الخيمة الصغيرة والناس متحلقين حوله في صمت رهيب  قبلت وجهه المجهد المكدود، أحسست أنفاسه، التي خبت أو كادت،  تلامس وجهي كأنها تودعني ..   <o:p></o:p>

          بعد لحظات قليلة تسلل من أعماق الصمت صوت، "إن الرجل يحتضر"، و تبعته أصوات الصراخ  و العويل مدوية من الخارج، ثمة أحسست بشيء ما تغير، أو على وشك أن يتغير، اقشعر جسمي واستبدت بي رغبة في البكاء، ياللضياع!    
          خرجت للتو أفتش عن خديجة، كنت أخترق جمع البواكي بقامتي الصغيرة يمنة ويسرة علني أجدها، أرهفت السمع لكن عبثاً، إلا من صراخ حزين بسط للتو صداه على الحقول والمراعي المجاورة، ووجوه كالحة تمتلئ غبارا ودموعا، خرجت من الجمع وكلي جيشان وددت آنها ان أطلق العنان لحنجرتي للصراخ أو للبكاء لكن شيئا ما كان يسد حلقي ويمنعني حتى من الكلام، وبجانب السور المحيط بالخيمة كانت خديجة تقبع وحدها أمام بقايا فرن طيني، وجدتها تبكي بمرارة اقتربت منها لم أتمالك نفسي وانفجرت بالبكاء، عانقتني ببراءة وأحسست دموعها الساخنة تجري في وجداني وتحفزني للبكاء أكثر فأكثر، كانت تلك اللحظة آخر عهدي بها قبل ان تختفي في دهاليز الزمن، ويغيبها الفراق إلى غير رجعة.  <o:p></o:p>

    كانت عيناي زائغتين وهما يتابعان موكب العم بوعزة الذي راحت تبتلعه التلال، وتبتلع معه آخر أطياف خديجة أيضا، ومن حوالي خيم الصمت والفراغ إلا من خوار الصفراء وهي تقاوم قسوة فراق مراعيها، وقسوة حبل ربط بعنقها ليقتادها إلى المجهول، وقسوة عصا غليظة مافتئت تنهال عليها؛ لست أدري لماذا يذهبوا بها ولا إلى أين كلما كنت أعرفه هو أن أيام خديجة انتهت وأنه لا مراعي و لا صفراء .. ولا خديجة بعد اليوم. <o:p></o:p>

     

    <script type="text/javascript"></script> <script type="text/javascript"></script>


    1 commentaire
  • شْلاَّلَة رِيشْ<o:p></o:p>

    يحكى أنه كان في قديم الزمان، وسالف العصر و الأوان رجل ذو مال كثير وخير وفير وكان له ابن مقامر، وفي أحد الأيام قرر ذلك الرجل أداء فريضة الحج، وكان ذلك يستغرق أياما وشهورا، فترك ماله وعياله في ذمة ابنه، و أوصاه بهم، لكن الابن ما إن ذهب والده حتى انغمس كعادته في القمار، فقامر بالبهائم، ثم الأثاث، ثم الدار، بل رهن حتى أهله، وأفلس إفلاسا تاما، ولما اقترب موعد عودة أبيه وبدأت الناس تعد العدد لاستقبال أهلها من الحجاج قال في نفسه : لئن مت خير لي من أن أواجه أبي بهذا الوجه وهاته الحال، فقرر الرحيل إلى حيث لا رجعة، ولما أضناه المشي جلس يستريح تحت ظل أحد الأشجار، و أطرق يفكر ويلوم نفسه على تفريطه في مال أبيه، وبينما هو كذلك إذا به يسمع وقع أقدام كبيرة تقترب منه، فرفع رأسه فإذا به أمام غول عظيم الخلقة فانزعج منه وصعق لهول منظره، فقال له الغول : ماذا تفعل هنا أيها الشاب الوسيم في هذه البلاد القفراء التي لا يسكنها إلا الغيلان أمثالي، فحكى له، بعدما هدأ روعه، قصته كلها من الأول إلى الآخر، فرد عليه الغول : لا تحمل هما ولا غما، خذ هذه الكأس و ارجع إلى  جلسات القمار وأدرها ثلاث مرات فإنك ستربح كل الرهانات، لكن اقطع علي وعدا بأن ترجعها إلي بهذا المكان حينما تبلغ مرادك ومرامك.<o:p></o:p>

    فوعده بذلك وقفل راجعا، ولما وصل فعل ما قاله له فاستعاد كل مال أبيه و فدى ذويه ..ولما بدأ الحجاج بالعودة ذهبت الناس لاستقبالهم، فلما  لاقوا أباه أخبروه بخبر ابنه و بتفريطه في كل المال ورهنه للنساء و الأطفال، فانقلب الضياء في وجهه ظلام، وقال في نفسه :" سأنتظر حتى أتحقق مما قيل، وإن لم يأتي أحد لاستقبالي فسأهيم على وجهي  في أرض الله الواسعة" وظل ينتظر حتى نفذ صبره بعد ان انصرف كل الحجاج مع ذويهم، وفجأة بدا في الأفق غبار ولاح  فخرجت من وسطه صربة من الفرسان يقودها ابنه، جاءت لاستقباله، فعانق الابن أباه وهنأه بالسلامة وعادا إلى الدوار فأقاما الأفراح و العزومات ..وبعد مضي أسبوع أو أسبوعين  تذكر الوعد الذي قطعه على الغول بأن يرد له كأسه، فانطلق يقطع المسافات للقائه فوجده بانتظاره خلف تلك الشجرة، فناوله الكأس وهم بالرجوع، لكنه استوقفه قائلا: لا تنصرف، فإن كنت قد خدمتك لتسترد مال أبيك الذي ضيعته على موائد القمار، فإن لذلك مقابل عليك أن تدفعه، وجميل عليك أن ترده، وما الدخول إلى الحمام مثل الخروج منه، فأدرك من خلال ذلك حيل الغول وخبثه، وعرف أن طريق عودته لأهله-ان كانت هناك في الأفق عودة- سيطول وقال : وما علي فعله لرد صنيعك ومكافأة معروفك؟<o:p></o:p>

    - اتبعني وسأريك ما عليك فعله.<o:p></o:p>

    وسار به حتى أوقفه أمام ربوتين عاليتين فقال له : عليك ان تساوي هاتين الربوتين مع ما انبسط من الأرض قبل مغيب شمس هذا اليوم، ثم تركه وانصرف، وكان للغول سبعة بنات تتسم صغراهن بالحكمة و الدهاء و العدل، ولما علمت من أبيها بأمر"سي محمد"  انسلت، دون أن يعلم بها(أبوها)، لرؤيته، فلما وصلت وجدته مطرقا يبكي ، فأشفقت منه، ووقعت في حبال غرامه وعرفته بنفسها، ونبل أخلاقها، وجور والدها وسوء نيته، وحاولت تهدئة روعه ، فقال لها : كيف لي أن أهدأ ووالدك أعطاني ما لا يطيقه بشر، أن أسوي له تينك الربوتين، فقالت له : لا تحمل في نفسك هما، وأدار ت خاتم حكمتها، فإذا بالربوتين لم يبق لهما أثر، وقالت له : لا تقل لأبي إني مررت من هنا حتى لا ينكشف أمري ويعرف سرك فتكون حجته قوية لقتلك وملء معدته من لحمك ودمك، وفي الغد قم في الصباح وقف عند رأسه وقل له أن يعطيك عملا آخر، فإنك إن لم تفعل فسخ العقد وأكلك، ثم ودعته و انصرفت لحالها، ولما جاء الغول في المساء اندهش لما رأى من أمر الربوتين، واغتاظ لتأجيل وجبة شهية بعدما منى بها نفسه طيلة يومه.<o:p></o:p>

    في صباح اليوم التالي استيقظ "السي محمد" من نومه فحمل المعول و المجرفة (البالة) و وقف عند رأس الغول وهو لا يزال يغط في نومه وقال له : اعطني عمل اليوم فأنا على أتم استعداد، فذهب به إلى مكان الربوتين وقال له : أريدك ان تعمل لي في هذا المكان "غلة بلا وقت" قبل مغيب الشمس، وتركه وانصرف، فقال في نفسه "واشؤماه كيف لي في يوم واحد ان أزرع ما أزرع ويؤتي أكله.." وأطرق يبكي حظه التعيس، فجاءته بنت الغول في مثل وقت الأمس فرأته على تلك الحال، فحاولت مواساته، وأخبرها بما طلبه منه أبوها، فأدارت خاتمها فإذا بالمكان تحول لبستان تتضارب فيه صنوف الفواكه والخضار الصيفية منها و الشتوية من مشمش وبطيخ وجزر وقرع وطماطم وبرتقال وموز وتفاح ..ولما جاء الغول في المساء رأى ما طلب حاضرا واغتاظ مرة أخرى، وفي اليوم الموالي  ذهب به إلى شجرة عالية صماء صعب تسلقها أو حتى التفكير في  ذلك فقال له : اصعد هذه الشجرة وفي منتهاها ستجد بيض "الريح في الريح" عليك ان تحضره قبل الغروب، وتركه وذهب لحاله، فحاول جهد إمكانه تسلقها لكن عبثا فما يكاد يمسها حتى ينزلق ويهوي أرضا، ثم سلم أمره إلى الله، ولما جاءت بنت الغول كعادتها  أشارت بخاتمها نحو الشجرة فانحدرت حتى أصبحت في متناوله  فأخذ البيض لكنه كان بيضا عاديا، فقال لها : انه بيض ليس له من الريح شيئا، لكنها بذكائها وفطنتها أخذته وثقبته وأسالت محه فأصبح كله خاويا إلا من الريح، وفي صباح الغد جمع الغول سلة (شْلاَّلَة) وعدل(شْوَارِي) من الريش  واقتاده إلى مكان به شوك كثير وريح قوية فنثر ذلك الريش وقال له بأن يجمعه كله قبل المغيب، فكان كما قال الشاعر:<o:p></o:p>

    وَحَظِّي مِثْلَ دَقِيقٍ فِي أَرْضِ شوْكٍ نَثَرُوه×وَقَالُواْ لِحُفَاةٍ فِي يَومِ رِيحٍ اجْمَعُوه<o:p></o:p>

    وبدأ يجري وراء الريح كالمجنون إلى أن دمت قدماه ونفذت أنفاسه، فجاءت ابنة الغول كعادتها وأدارت خاتم حكمتها وجمعت كل الريش وأعادته إلى مكانه وقالت له : إن أبي لا محالة سيكتشف أمري معك فيؤكلك ويقتلني، لذلك  سنهرب في الظلام إلى أرض  يصعب عليه منالها والوصول إليها فنعيش بسلام، ولما جن الليل ذهبا إلى الإسطبل وقالت له : هنا يوجد عود الريح وعود البرق وسرج الريح وسرج البرق، فاختر ما سنركبه، فحمل سرج البرق و وضعه فوق عود الريح لكنه سقط لتوه لأنه لا يطابقه،  ثم بدله بسرج الريح  فركبا وانطلقا في جنح الظلام.<o:p></o:p>

    أما الغول فإنه، لما استفاق في الصباح  ولم يجدهما، قد استشاط غضبا وتهدد وتوعد، وعرف أن الأمر دبر بليل،  وازداد غضبه حينما لم يجد عود الريح، فأدرك أن ذلك كله من تدبير ابنته وأنها هي التي كانت تقوم بتلك الأعمال التي كان يقترحها على" سي محمد"، فأردف زوجته على عود البرق وعزم على اللحاق بهما، ولما اقترب منهما هو زوجته  التفتت ابنته إلى الوراء فإذا بها ترى في الأفق طلائع برق ورعد فقالت : انظر يا"سي محمد" وراءك ، فقال لها : رعد وبرق لا محالة مدركنا، فردت عليه : ما ذلك ببرق ولا رعد إنما هو أبي  في عقبينا، وإنه مدركنا ولكي نتحاشاه سأتحول إلى بستان وأنت صاحبي، وحينما يمر بك أبي، فتظاهر بالبلادة والغباء، فلما مر به الغول وزوجته وجداه يعمل في بستانه بحيوية ونشاط ، فسلما عليه لكنه رد عليهما : الدّْلاَّعْ فْرَنْكْ و نُصّْ ، فقال الغول لزوجته : إن هذا البستاني غبي وبليد ولا يمكنه أن يخبرنا بخبرهما، وانصرف يبحث عنهما في المناطق المجاورة ..أما هما فلما اطمئنا على سلامتهما واصلا المسير، لكن الغول جد في اللحاق بهما من جديد ، ولم داهمهما تحولت إلى محراث فأخذه رفيقها(سي محمد) وبدأ يشق به الأرض شقا، فلما رآه أبوها بادره بالتحية، فرد عليه ببلادة وسذاجة : تَانْحَرْثُوُاْ فِي الفُولْ، فقال لزوجته : إن هذا الحراث أغبى من سابقه، و رجعا إلى بلاد الغيلان بعدما أضناهما البحث و أنهكهما وهذا ما كان من أمرهما.<o:p></o:p>

    أما ما كان من أمر السي محمد وابنة الغول فإنهما  واصلا المسير قاصدين أرض والده، ولما وصلا  فرح بهما أبواه فرحا شديدا، وطلبها للزواج على سنة الله ورسوله، فأجابته إلى ذلك وقالت : إياك ان تترك أحدا يقبلك في جبينك فإني قرأت في خاتم حكمتي ان تزوجتك  سيصيبك ذلك بنسياني ..<o:p></o:p>

    فتزوجا و أقاما الأفراح وذبحا الذبائح وعزما العزومات، وانسابت بهما الأيام، وطابت لهما الحياة، وأنجبا طفلتين جميلتين، إلى أن جاء يوم  جاءت فيه عمته لرؤيته فوجدته غارقا في نومه فخشيت إزعاجه فقبلته في جبهته، ونفذ القضاء و القدر، ولما استفاق من سباته لم يعد يذكر شيئا مما حدث له  بما في ذلك زوجته وبنتيه، وكأن شيئا لم يحصل فترك منزله وهام على وجهه.<o:p></o:p>

    كان في الدوار ثلاثة صعاليك، ولما رأوا الزوجة بقيت وحيدة مهجورة ظنوا بها الظنون، وسولت لهم أنفسهم الخبيثة الظفر بها والتمكن منها، فجاءوها كل واحد على حدى، دون أن يعلم أحدهم بالأخر، مهددين متوعدين ان هي لم تجب سؤلهم، وهم لا يعرفون أنها غولة ابنة غول، لكنها لم ترد استعمال قوتها معهم لنبل أخلاقها، إنما استعملت حيلتها وحكمتها لتفادي شرهم، فقالت للأول بان يذهب لمنزله ويحضر لها العشاء ويأتيها به، وقالت للثاني بأن يسقي لها الماء، وقالت للثالث بان يأتيها بعد ان يستحم، فأما الأول فكان كلما طها العشاء وفاحت رائحته إلا ووجده وكأن لم تمسسه نار، فظل يطهو إلى الصباح.. وأما الثاني فإنه كلما ملأ الدلو من البئر وأصعده إلا و وجده فارغا وليس به قطرة ماء، وبات على تلك الحال الليل كله، و أما الثالث فكان كلما هيأ الماء وأسخنه إلا و وجده نجسا، وبقي كذلك إلى أن لاح الصباح، وشاع حديثهم في الدوار، وسمعه السي محمد  فدفعه الفضول إلى تلك المرأة لمعرفة أمرها وكشف سرها، فطرق بابها ولما رأته عرفته وأدخلته بيتها وهو لا يعقل شيئا أو يتذكره وجاءت بنتاه  لعناقه والمرح معه .. ثم بعد ذلك أخذت وعاءا من الماء البارد وضربته به بقوة وعنف استرد بعدها كل ذاكرته ، فعانقها وعانق ابنتيه وعاش الجميع حياتا سعيدة إلى ان جاءهم هازم اللذات و مفرق الجماعات، أما أنا فخبيرتي مشات مع الواد و أنا بقيت مع أولاد الأجواد، وأضرب لكم موعدا إن شاء الله في حجاية جديدة.

     

    <script type="text/javascript"></script> <script type="text/javascript"></script>


    votre commentaire
  • مراسيم الزواج2 

    Voir taille réelle

     

     

    حفلة العرس :  تتم بعد الزغاريت والمدة بينهما قد تقصر أو تطول على حسب ظروف العريسين و ذويهما، وقبلها يتم تجهيز الروس من طرف زوجها و أهله وهو ما يسمى ب"الدّْهَازْ"، ثم تبد التجهيزات على قدم وساق فتنصب الخيام، وتفرش لاستقبال المدعوين.. وغالبا ما تبنى خيمة كبيرة للرجال الكبار مع "الطُّلبة"، وأخرى تماثلها أو أصغر منها يجلس فيها العريس وغيره من الشبان، أما العروس والنساء فإنهن يكن في الدار، وقد تبنى لهن خيمة ثالثة إذا اقتضى الأمر ذلك.

    يبدأ المدعوون، مع بداية الحفل، بالتوافد تباعا، حيث يتم استقبالهم من طرف والد العريس، بكؤوس الشاي المنعنع، وأطباق العسل الممزوج بالسمن البلدي..ومثل العروس يختار العريس واحدا من أصدقائه اعزبا لم يسبق له أن توزر  ليصبح وزيره ومدبر أمره ، فيلبسان جلبابين وسلهامين أبيضين، وعمامتين صفراويين على رأسيهما، ويجلسا في الخيمة الخاصة بهما مع الشباب.

    أما العروس فإنها في تلك الأثناء تهيأ لبداية حياة جديدة، ومغادرة بيت أبوها، فتتزين وتضفر شعرها و في كل ضفيرة تضع تمرة كما تقتضي العادة، وتغطي وجهها وترتدي لباس جهازها ، ثم ينطلق موكب من دار العريس بالزغاريد والأهازيج  لمصاحبتها لبيت زوجها مرددين بعض الأغاني مثل " أوْحْنَا جينَا لاَ تْڮُولُوا مَا جينَا" و"وَحْنَا جَايِينْ آ لاَلَّة قَاصْدِينْ الدار و الدار عَالْية آ لاَلَّة عَالْية نَوَّارْ" ويخرج أهلها مستقبلين مرحبين بالزغاريد ويلتقي الجمعان وتتعالى دقات البنادير والطعاريج المشربة بزغرودات متواصلة، ثم يقدم لهم الشاي مع الحلوى وبعض الفواكه الجافة، وبعد حمل أمتعتها تخرج العروس مودعة مهد طفولتها وقد وضعوا لها في العتبة بيضة تتخطاها ثم تحملها أمها أو غيرها من أهلها لتأكلها فيما بعد مع العريس، يقودها من يدها أخوها أو ابن أخيها أو طفل من الحضور، وعليها ان لا تلتفت وراءها تطيرا من أن تعود مطلقة، ثم يركبونها بغلة أو فرسا، لكن هذه العادة انقرضت الآن لتوفر وسائل المواصلات، ينطلق الجمع كما أتى أول مرة رافعا علم العرس الذي هو عبارة عن قصبة طويلة معلق بمقدمتها قطعة من الصوف، و أحيانا قبضة من النعناع وعند وصوله يستقبل بالحفاوة والترحاب بالعروس " حَيُّوهَا حَيُّوهَا مَاهِيشِي من دَوَّارْنَا " ثم يحملها أحد الشبان ليدخلها إلى البيت، وحينها يعطونها قطعة من السكر تعلكها في فمها حتى تذوب ثم ترش بها في الداخل، أما الشاب الذي حملها فإنه يتلقى هدية رمزية(قالب من السكر مثلا) وتسمى ب"البْيَاضْ".

    يستمر الاحتفال في خيمة العريس بالأغاني تارة، والطرائف والمستملحات تارة أخرى، أما خيمة الرجال فتنطلق منها أصداء القراءة الجماعية للقران الكريم من طرف الطلبة، وبين الفينة والأخرى يتوقفون لاستجداء بعض الدراهم من المدعوين مقابل الدعاء لهم بالخير وصلاح الذرية، و بعد تقديم الوجبة الرئيسية، وغالبا ما تكون وجبة غداء، تبدأ المرحلة الأخيرة من العرس وهي إقامة"الحناء"للعريس هذه المرة، وتتم مراسيمها على الآتي :  حيث يفرش للعريس و وزيره  في الخلاء على بضعة أمتار من الخيمة وتوضع لهما وسادتين من جهاز العروس، ثم يخرجا تمسك بأجنحة سلهاميهما فتاتين، وهما يتقدمان في خطى حثيثة وحولهما المدعوين، وعبيدات الرمى يرددون أغاني خاصة بهذه المناسبة مثل:"هِي هِي هِي هِي يَا عْوَيْنَةْ البُوهَالة، هِي هِي هِي هِي لا تْشَرّْبِي مْنُ وَالاَ،هِي هِي هِي هِي لا تْشَرّْبِي غِيرْ الزِّينْ،هِي هِي هِي هِي اللِّي حوَاجْبُو مَڮْروُنِينْ " أو"  أَوْ سِيرْ أَ خُويَا وْ سِيرْ سِيرْ،أَوْ سِيرْ أمْجدُولْ لَحْرِيرْ" أو " دَادا مِّي دَادا جْدَيْعُو مَازالْ صْغِيرْ، دَادا مِّي دَادا لاَحُواْ عْلِيه الڮَرْبْوصْ، دَادا مِّي دَادا خْوَيطْ الرّْبُو يَتْرَبَّى، دَادا مِّي دَادا يَتْرَبَّى عْلى رْجْلِيَّ" أو "وَاهْيَ ڮَصْبَة مْسَلَْسَة فِي ڮَاعْ البِيرْ غَارْسَة و الرِّيحْ اللِي هَزّْهَا مَاهُو ياَ لي،واهيا بْنِيَّاتْ الهْوَى وَاشْ وْلِيدِي عَنْدْكُم؟" أو "هِي هِي هِي هِي وَ الفَرْحْ جَايْنَا تَايْدْرُجْ،هِي هِي هِي هِي حَدْرُواْ الكْفَا لاَيْخْرُجْ" وتعم الفرحة، ويبلغ صدى البنادير والطعاريج و الكفوف المناطق المجاورة، وحين الاقتراب من الفراش فإن العريس و وزيره يهرولان إليه ويجلسان بسرعة خوفا من إسقاطهما من طرف أحد من الحضور، أما الفتاتين التين كانتا تمسكا بأجنحة سلهاميهما فإنهما تقفان وراءهما كل واحدة تمسك دملجين وترن بهما على رأسيهما، تم تخلط امرأة من الحضور الحناء  وتطلي بها يدي العريس و وزيره، ويبدأ الناس بتقديم الهدايا للعريس (وهي في مجملها هدايا نقدية) يفتتحها وزيره، ويقوم اثنان من اعبيدات الرمى بتنظيم ذلك وهو ما يسمى ب" التَّبْرَاحْ" حيث يصرخ الأول بأعلى صوته:

    - هَاوْ

    فيناديه الثاني:

    - هَاوْ

    - هَاوْ اللَّي حَضْرُوا يَدَّنَّاوْا

    - إِيوْ اللَّي غَابُوا يَتْسَنَّاواْ

    - هاوْ الڮَوْدْ بالڮُود

    - هَاهِيَ مْنْ عَنْدَكْ يَا هَذَاك هَاوْه

    - إيوْ شْكُونَاهُوَ هَذَاك هَاوْه ؟

    - آوَا السِّي (مُحََّمد)

    - آوَاإِينَا السِّي (مُحََّمد)؟

    ثم يعدد الآخر نسب صاحب الهدية وحسبه ومثالبه، وعلاقة القرابة التي تربطه بالعريس أو الصداقة، فيقول:

    - زَيْنْ الغُرَامَة على(وْلدْ عَمُّو أو ولد خَالو..)

    - هَاهِيَ(ثم يحدد قيمة الهدية) مع التمبر( التمبر حلاوة يأخذها البراح)

    - آوَا يَسْتَاهَل، مَرْحْبَا وْ زِيدْ لْڮُدَّام

    وحينما تنتهي الحناء، تتفرقع في الأجواء بنادق التبوريدة، ويستمتع المدعوون بعروضها الجميلة، وبنخوة حُصُنِهَا الوديعة، أما العريس و وزيره  فإنهما يختليان في مكان يعيد عن الناس، لشم الهواء قليلا، و لمراجعة الأفكار.

    تسمى المراسيم السابق ذكرها بعملية " تْرْوَاحْ " العريس، ولا تتم إلا مرة واحدة، حيث أن المطلق لا يتم تزويجه ثانية بهذه الطريقة، أما العريس الذي لم " يَرُحْ" فيقال عنه في أيت عمار بأنه " ڮَاشُوشْ " ، وبعد العرس تقتضي العادة بان يبقى العريس  ووزيره  في الدار ثلاثة أيام وفي اليوم الرابع يخرج" مُولاَيْ"(و هو العريس كما يحلو للناس تسميته) إلى بيت وزيره  حيث يعزم هناك وتعطيه أم الوزير"البياض"، أما العروس فإنها تبقى معززة مخدومة مدة ستة أيام، حيث في اليوم السادس تأتي أمها وبعض أهلها من النساء فيحنين لها، ويخضبن شعرها بالحناء.. وفي صباح اليوم السابع تبدأ بالمشاركة في أعمال البيت ، وتمكث في بيت زوجها مدة حوالي شهر أو ما يزيد، و حينما تذهب أول مرة لزيارة أهلها فإن هذه الزيارة تسمى ب" طْلُوڮْ الرَّجْلِينْ".

    <script type="text/javascript"></script> <script type="text/javascript"></script>


    votre commentaire